الجمهوريـة الـجزائريــة الـديمقراطيــة الشعبـية

République Algérienne Démocratique et Populaire

وزارة الفلاحـة والتنميـة الريفـيــة

Ministère de l’Agriculture et du Développement Rural.

65

تأثير الــــــجفاف الذي ميز المناخ خلال الموسم الفلاحي 2022/2023 على زراعة الحبوب في جــــــــزء من المنطقة الشرقية للجزائر (قسنطينة، ســــــطيف، ميلة و جيجل) -المحطـــــــــــــــــــــــة الــــــجهوية بقسنطينــــــة

الظروف المناخية الاستثنائية التي ميزت الموسم الفلاحي 2022-2023 اتسمت على العموم بجفاف حاد واسع النطاق على زراعة الحبوب في جميع الولايات الشرقية.

  في قسنطينة، سطيف وميلة، رغم تأخر سقوط الأمطار كانت بداية الموسم الفلاحي مقبولة على العموم مع إنبات جيد وطلوع متجانس، لكن العجز والإجهاد المائي الغير مسبوق بدأ يظهر جليا ابتداء من المرحلة الحرجة بداية إلى نهاية الاشطاء. وقد تأثرت المكونات الرئيسية للمحصول بشدة، بداية من الاشطاء الضعيف، الصعود المنخفض جدًا (1 إلى 2عقدة كحد أقصى)، وأخيراً خصوبة وملء السنابل.

باستثناء بعض المحاصيل المسقية وكذلك تلك المتواجدة في المرتفعات والأقل تعرضًا لأشعة الشمس والحرارة فإن بقية لأراضي التي تمت زيارتها كانت في حالة كارثية

نظرًا لارتفاع درجات الحرارة والغياب الكلي للأمطار خلال شهري مارس وأبريل، بعض الولايات الساحلية كجيجل ولا سيما منطقة جملة المحايدة لولاية ميلة هي كذلك تأثرت بشدة بسبب الإجهاد المائي

 حتى في أكثر المناطق الرائدة في زراعة الحبوب على مستوى هده الولايات مثل فرجيوة، وادي النجاء والرواشد (ميلة) وعين عبيد (قسنطينة)، الإجهاد المائي (le stress hydrique) أدى إلى التوقف التام في النمو للحبوب بسبب الغياب الكلي تقريبا للأمطار خلال شهري مارس وأفريل.

وفقًا للتقديرات التي تم إجراؤها في بداية شهر ماي،  كان تأثير الظروف المناخية الاستثنائية  كبيرا على المنتوج على مستوى هذه الولايات الرائدة في إنتاج الحبوب في المنطقة الشرقية، حيث تم إحصاء ما يقارب 80 ٪ من المساحات المزروعة في ولاية قسنطينة تالفة.

على مستوى ولاية أم البواقي، بسبب الغياب الكلي تقريبا للأمطار منذ بداية الموسم كان الوضع كارثيًا على مستوى جميع قطع أراضي الولاية تقريبًا، حتى أن الإنبات والصعود لم يتم على مستوى عدة بلديات بالولاية (بريش، قصر صباحي ...) حتى آن بعض الأراضي المسقية ببلدية أولاد حملة وبسبب ارتفاع درجات الحرارة (فوق المعدل الطبيعي) في شهري مارس وأفريل كانت قد تأثرت.

لمواجهة هده الوضعية الحرجة والتي أصبحت تتكرر في السنوات الأخيرة بنسب متفاوتة، قام المعهد الوطني لحماية النباتات عبر محطته الجهوية بقسنطينة منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي بعدة إجراءات للتصدي لظاهرة التغير المناخي التي أصبحت حتمية لا مفر منها. بالقيام بأيام تحسيسية وتوعوية لفائدة الفلاحين والإطارات أين أكدنا على:

-        احترام الدورة الزراعية التي كانت قد برهنت حسب الخرجات الميدانية إن للسابق الفلاحي كالبقوليات الجافة والبطاطا  أثرا ايجابي إلى جانب انه يسمح لنا برفع المردود والقضاء على بعض الأعشاب الضارة المقاومة كالبروم فهي تساعد زراعة الحبوب على مقاومة الإجهاد المائي. وفي هذا الصدد نذكر  أنه أثناء معاينة قمنا بدائرة عين عبيد بقسنطينة  للوقوف على أثار الجفاف بالمنطقة  لفت انتباهنا وجود قطعة أرض للقمح لم تعاني من أثار نقص الماء و تبين فيما بعد، أن السابق الفلاحي كان محصول البطاطس.

         بتحليلنا لهذه الظاهرة تحليلا علميا، إضافة إلى أن البطاطس، كما تعلمون، تحسن في تركيب التربة و   تحسن من مساميته و قدرته على تخزين الماء،  فان صاحبها لم يبخل عليها بالمواد العضوية والأسمدة  خاصة عنصر البوتاسيوم في المرحلة الأخيرة

-        الاستعمال العقلاني للمبيدات أين أكدنا في كل مرة على عدم استعمال المبيدات الكميائية في الظروف الغير ملائمة و للموسم الفلاحي الثاني على التوالي قامت المحطة الجهوية لحماية النباتات بقسنطينة بنشر إنذار مبكر لأخذ الحيطة والحذر وتجنب استعمال كافة المبيدات الكيميائية خلال الإجهاد المائي حيث أكدنا مرارا أنه لا يجب التركيز كثيرا على رفع نسبة معالجة الأمراض والحشرات وخاصة إبادة الأعشاب الضارة على حساب النمو الجيد للمزروعات.. ..................................................télécharger l'article...